منوعات

كيف يعيد التأمل التوازن لحياتك؟ // الكاتبة : رهف مصطفى

 

 

من منا لم يعاني من ضغوط الحياة و اعبائها الثقيلة ! مع كل تطور يصيب البشرية، يزداد كاهل الانسان إنحاءا و ضعفا ! 

بدءا من الاعباء الاقتصادية مرورا بالمشاكل الاجتماعية وصولا للمشاكل الروحية ، مع هذا كله نشهد تضعضع اواصر المحبة ، انحلال القيم الاخلاقية ، تمرد الشر ، انتشار الضغينة ، شد الاعصاب و اثارة النعرات المستفزة مما يسبب تعب دائم مجهد مسيطر يستنزفنا دون رحمة و كأننا فريسته الوحيدة ! نقع مع الوقت تحت رحمته دون ادنى مقاومة ! فكيف السبيل لاعادة التوازن النفسي الداخلي ؟ و أنى لنا ان نعيد نفسنا الى صلابتها المعهودة حتى تتمكن من مقارعة الحياة بكل شغف و قوة !؟ 

 

انه التأمل ! 

 

ان كنت تعتقد ان التأمل هو كهف علي بابا او مصباح علاء الدين السحري او تعويذة من تعاويذ الساحرات في الزمن القديم ،فكف عن القراءة و خذ لنفسك قسطا من النوم او كوبا من الشاي ! 

 

لن يشتر لك التأمل السعادة و لن يجعل في يديك اطنانا من الذهب ! 

 

التأمل يا عزيزي سيعمل على بناء صلابة داخلية و ارضية سليمة لبناء السعادة عليها فيما بعد ! فلا تهتز ! 

التأمل لن يغنيك ماديا لكنه مؤكدا سيزيد غناك المعنوي و يقوي السلامة الذهنية الخاصة بك ، فابق معي ...

 

        نبذة عن التأمل 

 

كانت تتم ممارسة التأمل منذ آلاف السنين. كان الهدف من التأمل في الأصل هو المساعدة في تعميق فهم قوى الحياة المقدسة والصوفية اما في هذه الأيام، يستخدم التأمل عادةً للاسترخاء وتقليل الضغط العصبي.

 

يعتبر التأمل نوعًا من الطب التكميلي للعقل والجسم. ويمكن للتأمل خلق حالة عميقة من الاسترخاء والشعور بالطمأنينة.

 

 

● كيف يحسن التأمل مزاجك و يعالج صحتك النفسية ؟ 

 

عند ممارسة التأمل بشكل منتظم ، انت تجعل لنفسك موعدا مع التطهر و اعادة التعبئة . كيف ذلك !؟ 

 

حين تمارس التأمل و تستلقي دون ان تفرض على ذهنك صيغة ما او حديثا ما فأنت بطريقة غير مباشرة ستفتح المجال لذهنك بالتحدث ! اجل اذهاننا تحتاج ايضا لافراغ ما فيها من مواقف سلبية ، هواجس محتملة او حتى اوهام ملحة ...

 

 نحن طوال اليوم نقوم بكم افواه اذهاننا و نسكتها عمدا بكلمات قد نتفوه بها عفوية " بدي ركز ! " او " مش عم ركز " . في هذه الحالة تحديدا سيكون ذهنك مشغولا بالكلام فيستلم دفة المسير و يستحوث على تفكيرك ! فليس العلاج يا صديقي بقمعه او باسكاته لكن الحكمة في الاصغاء اليه يوميا ... التأمل يعلمك كيف تصاحب ذهنك لا تستعديه ! او بعبارة اخرى انت تقوم بعملية تنظيم للمؤسسة المجنونة في داخلك . فنحن نتعلم منذ الصغر ان طلبات المعدة مقدسة فما ان نجوع حتى نلبيها بالطعام فلماذا تقمع ذهنك و تدلل معدتك !  

 

 صاحب ذهنك !

 

 

● ما هو المفيد بمصاحبة ذهنك ! ؟ 

 

غالبا ما يفكر احدنا عن الاهمية المخبأة وراء معرفة نافذ ما في البلد او زميل ما في العمل .. جميعنا حاول التقرب لرب عمله يوما ما كذلك ! ماذا لو فكرنا بنفس الطريقة و قدرنا هويتنا الذهنية و الدورة التي يعيشها ذهننا يوميا ؟ كيف نتواصل مع ذهننا ؟ ! عبر التأمل ! 

 

 سيساعدك التأمل على اكتساب منظور جديد للحياة بصورة مشرقة اكثر بغير ان يمس بالواقعية فهو ليس مخدرا يغيب المشاكل انما يستحضرها على طاولة الوعي كي يناقشها و يفندها كل على حدى ! كذلك هو يمكنك من استحضار نقاط الطاقة و القوة لديك و النقاط الايجابية لوضعها في مواجهة و حوار مفتوح مع المشاكل و الهواجس ..غالبا ما يصعب رؤية و ملاحظة تلك الايجابيات في الاوضاع العادية حيث سنكون تحت تأثير المشاكل و التشاؤمية . 

 

بالاضافة الى عدة امور و فوائد اخرى سنكتفي بذكرها لعدم الاطالة : 

 

• زيادة الوعي الذاتي للمتأمل . 

 

• التركيز على الحاضر و تصنيفه و فصله عن الماضي و صفاته . 

 

•التقليل من المشاعر السلبية او تحجيمها . 

 

• زيادة القدرة على التخيل و الابداع و خلق الممكن من الظروف الصعبة . 

 

• زيادة الصبر و التسامح و تقبل الواقع و الرضا بالقضاء مما يمكننا من المضي قدما في مسيرة الحياة .

 

مع نهاية مقالنا لليوم اتمنى لكم حياة سليمة مليئة بالسعادة ، الامل ، حب الذات و التفاؤل بالآتي ! دمتم مشرقين !


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد