تقارير خاصة

ماذا بعد دير الزور؟ وماهي مخططات داعش الإرهابية في سوريا؟

دير الزور، عروس الفرات والمدينة التي هنأت لفترة من الزمن بالهدوء والسكينة بعدما عاث فيها تنظيم داعش الإرهابي فساداً وخراباً، وإنتزع أمن وأمان مواطنيها الآمنين، تعاني الآن من جديد من خروقات هذا التنظيم وإعتداءاته على أبنائها.

بدأت خلايا داعش الإرهابية بالإنتشار وممارسة أنشطتها الإرهابية علناً. حيث قامت بأولى عملياتها الإرهابية في 30 من كانون الأول الماضي بإستهدافها حافلة ركاب مدنية، وقد توفي جراء هذا العمل الإرهابي 37 شخص. بعدها قامت بعملية إرهابية ثانية راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين بينهم نساء و أطفال، ناهيك عن إستهداف مواقع ونقاط تابعة للجيش السوري والقوات الحليفة له.

كما يقوم إرهابيو داعش يومياً بإرغام الشباب الديري في الخفاء بالإنتساب إلى التنظيم متّبعين سياسة الترهيب والتجويع حيث يمنعون دخول المواد التموينية إلى المدينة، ليكونوا هم المصدر الوحيد لهذه المواد، لتسهل عليهم عملية التحكم بالمدنيين.

هذا وقد شنت خلايا تنظيم داعش هجوماً جديداً أمس على قافلة مؤلفة من حافلات مبيت تقلّ عناصر من الكتيبة 103 من قوات الحرس الجمهوري التابعة للجيش السوري على طريق دير الزور دمشق، قُرب بلدة الشولا، ما أدى إلى وقوع ثلاثة قتلى و 15 جريحاً، على الرغم من حماية مروحية تابعة للجيش للقافلة.

يُذكر بحسب مصادر موثوقة من العاصمة السورية، أنه تم الإتفاق بين قياديين من دمشق وقيادة القوات الروسية في سوريا، بإنسحاب قوات وعناصر الشركة العسكرية الروسية الخاصة الفاغنر من نقاطها في مدينة دير الزور لتحل محلها قوات تابعة للنظام السوري، لم يتم تحديد هويتها، لأسباب غير واضحة المعالم.

عناصر فاغنر كانت مهمتها حماية المدينة من خروقات وإعتداءات تنظيم داعش الإرهابي، وتقديم الدعم العسكري واللوجستي اللازم لعناصر وقوات الجيش السوري المتمركزة هناك. ولهذه العناصر الفضل الكبير لعودة الهدوء الى المحافظة، فهي عناصر مدربة ومجهزة جيداً لجميع المواجهات مع إرهابيي التنظيم، والأخير يحسب لها ألف حساب قبل التفكير حتى بالاقتراب منها.

ويرى المراقبون للوضع في الشمال الشرقي من سوريا وفي دير الزور تحديداً، بأنه من المستبعد أن تستطيع هذه القوات التي أرسلتها دمشق أن تحمي المدينة من الخطر المتنامي للتنظيم على المدينة والمنطقة بأكملها، لعدم إمتلاكها الخبرة الكافية للمواجهة ولضعفها أمام الإرهابيين، وخصوصاً بعدما كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن تقديم القوات الأمريكية الموجودة في المناطق السورية الدعم لإرهابيي التنظيم من خلال نقلهم وتحريرهم من السجون ونشرهم لخلق بلبلة ووضع أمني مقلق.

ومن المرجح أن يستطيع الدواعش السيطرة على دير الزور ومحيطها، وأن ينتقلوا فيما بعد الى مناطق أخرى. وتقول المصادر بأن هناك مخاوف من أن يتجه إرهابيو التنظيم نحو الجنوب الغربي ويقومو بإحتلال مدينة تدمر في بداية فصل الربيع المقبل، خصوصاً بعدما تم العثور على مخابئ أسلحة لداعش في مناطق البادية السورية. ولا بد من أن هناك الكثير من المخابئ والأسلحة الآنف ذكرها لم يتم العثور عليه بعد، ومن البديهي أن داعش ستعود من أجلها.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد