شهداء محور المقاومة

قصة الشهيد البطل في الجيش العربي السوري محمد شريف عبد الهادي / بقلم الإعلامية مهى خيربك

ولد الشهيد البطل في ريف دمشق مساكن الديماس لعائلة بسيطة لديها ست أولاد ذكور

قضى طفولة هادئة في كنف أسرته، كما كان تلميذاً هادئاً ذكياً صامتاً ملتزماً بنظام المدرسة.

تخرج محمد من الشهادة الثانوية ليلتحق بالكلية العسكرية الحربية ويتخرج منها برتبة ملازم

عند بدء الازمة كان محمد حريصاً على التواجد في قطعته دوماً على الرغم من ان الأزمة كانت في بدايتها لكن لسان حاله يقول قد يطرأ من طارئ والوطن ينادينا

قام بتدريب زوجته على استخدام السلاح بكافة انواعه موصياً لها بضرورة الدفاع والمقاومة عن منزلها وأطفالها في حال هجم الإرهابيون على المنطقة التي يقطنونها وطلب منها عدم الخوف او الاستسلام أو التسليم بنفسها وبالأطفال قائلا لها: " قدرنا ان نكون شهداء وإن وصلتُ اليكِ يوماً محملاً على الاكتاف لا تبكِ بل قولي إنه صراع وجود وسنكون باستشهاده احياء".

كان محمد شجاعاً وجسوراً ومقداماً يتصدر الصفوف الاولى في أي مداهمة أو عملية عسكرية ليقود عناصره بكثير من الحزم والقوة والايمان والمعنويات المرتفعة

 

 في إحدى هجمات الارهابيين على الثكنات العسكرية أصيب شهيدنا البطل اصابته الأولى إصابة خطيرة في الرأس فرضت عليه التزام المنزل لمدة عشر ايام وطلب الاطباء تمديدها لشهر لكنه رفض والتحق بقطعته حالما استطاع الوقوف وإيجاد التوازن في مشيته

 

لسان حاله كان يقول دائما ” اذا جلست انا لأني مصاب وجلس غيري لأنه في اجازة والأخر جلس لأنه بعيد عن الاحداث وزميله جلس لأنه اب لأسرة كبيرة.... فمن للوطن؟؟ هذه حرب وجودنا ...وجودنا جميعاً وعلينا عدم التقاعس “

 

اليوم المُنتظر لشهيدنا البطل 

هجم الارهابيون بأعداد هائلة وبوحشيتهم المعتادة على المنازل الآمنة في مدينة الضمير بريف دمشق وقاموا بإطلاق النار عشوائياً على المدنيين وعند اتخاذ قيادته قرار بإرسال قوة تدخل بقيادة أحد زملائه برتبة ملازم ،انبرى النقيب محمد قائلاً لقائده : " اسمح لي بالذهاب بدلاً عنه " إلا ان قائده رفض فأصر الشهيد قائلاً : " سيدي لا ترسله هو وحيد أمه أما أنا فلي ست اأخوة ! «

دُهش القائد لما سمع من تفسير إنساني نبيل من النادر ان ينطق به بشر ودُهش أيضاً من إصرار النقيب محمد على الذهاب فسمح له أخيراً ...

ما انو وصلوا الى المنطقة حتى فوجئوا بوابل من رصاص يهطل عليهم من كل حدب وصوب ..كمين غدر وخيانة من الخلف والجوانب أدت لإصابة شهيدنا البطل مرة اخرى اصابة خطرة في الراس أيضا فقد محمد على إثرها الوعي ونقل الى المستشفى ،وكانت حصيلة الكمين يومها اكثر من 17 عشرة شهيداً وعدد من الجرحى

بقي النقيب محمد في العناية المشددة مدة عشرة ايام اعلن فيها الاطباء فقدان الامل من عودة الوعي اليه وعلى عائلته التسليم بمفارقته إذ أن استيقاظه وتعرفه على من حوله يُعد ضرباً من المستحيل .... إلا ان معجزات الرحمن تجلت في اليوم العاشر فقد استعاد محمد وعيه عدة دقائق تعرف فيها على زوجته التي كانت بجانبه طيلة الوقت. شد على يدها مودعاً وموصياً بطفليهما ذوي الاربع سنوات والسنتين ليسلم الروح بعدها لباريها بتاريخ 20/5/2012

جدير بالذكر أنه وفي اليوم التالي لإصابة الشهيد محمد خرج زميله الملازم الذي حاول شهيدنا النقيب حمايته في اليوم السابق كونه وحيد اهله ليستشهد الاخير من توه في الاشتباكات في ارض المعركة وليلتقي الصديقان بعد عشرة ايام في سماوات النور...

الرحمة والنور لشهداء محور المقاومة الابرار....


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد